وجاءت هذه التوقعات في “تقرير الأمن العالمي” الذي نشرته شركة G4Sبناء على بحوث أعدتها للمرة الأولى، بمشاركة 1,775 من كبار مسؤولي الأمن في أكثر من 30 دولة وشركات عالمية بإيرادات إجمالية تزيد عن 20 تريليون دولار. ومن بين المشاركين، شمل الاستطلاع 235 من كبار مسؤولي الأمن في منطقة الشرق الأوسط، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن.
ويتوقّع كبار مسؤولي الأمن أن تكون معدلات التسلل و التخريب من الجهات المنافسة الأدنى في المنطقة بنسبة 11% و 13% على التوالي. بالإضافة إلى ذلك، يتوقع عدد أقل من كبار مسؤولي الأمن أن الاحتيال وسرقة الممتلكات المادية للشركات تشكّل تهديدات خارجية حقيقية في العام القادم، مقارنة بالمتوسطات الإقليمية والعالمية التي تبلغ 17% و16% على التوالي.
أما في العام الماضي، شهدت المملكة العربية السعودية مستويات أقل من التهديدات الخارجية المتعلقة بأعمال تخريب الممتلكات والتعدي على ممتلكات الآخرين وهجمات حجب الخدمة الموزعة من المتوسط العالمي.
وسجلت الشركات في المملكة العربية السعودية أيضاً أقل عدد من حالات الحوادث الأمنية بنسبة 19% خلال العام الماضي، بما في ذلك الجرائم العنيفة، بينما بلغ متوسط هذه المعدلات على المستوى الإقليمي 26%. ولوحظ كذلك أن 22% من الشركات سجلت حوادث أقل في الجرائم البسيطة، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 36%.
وفي هذا الإطار، صرّح أكثر من ربع كبار مسؤولي الأمن الذين شملهم الاستبيان (بنسبة تبلغ 27%)، بأنهم لم يواجهوا أي تهديدات أمنية العام الماضي مثل الاضطرابات الاقتصادية والاضطرابات الاجتماعية وتغيّر المناخ وغيرها، وذلك بالمقارنة مع المتوسط العالمي البالغ 14%.
وفي العام القادم، تسعى المملكة العربية السعودية للتحول إلى مستويات جديدة في استخدام التكنولوجيا المتقدمة والناشئة، وتشمل هذه التقنيات الذكاء الاصطناعي وتقنية التعرف على الوجوه وتعلم الآلة، حيث تهدف إلى زيادة نسبة تبني هذه التكنولوجيات من 22% إلى 40%. يُذكر أن المملكة العربية السعودية تحتل المرتبة الثانية بين الدول في المنطقة بعد الأردن التي تعتزم اعتماد أنظمة المراقبة والرصد التي تعمل بالذكاء الاصطناعي بنسبة 46٪، مما يعكس توجهها نحو تبني الذكاء الاصطناعي بشكل ملحوظ.
وأظهرت الإحصائيات أن أكثر من ثلثي كبار مسؤولي الأمن، أي بنسبة 67%، يرون أن الذكاء الاصطناعي يعزز بشكل كبير قدرات موظفي الأمن، وهذا يفوق المتوسط العالمي البالغ 50%. وأكد أكثر من الثلث (38%) منهم أن استخدام التكنولوجيا الذكية لا يعتبر تحدياً صعباً على الإطلاق، مقارنة بالمتوسط العالمي البالغ 11%.
وتعتبر المملكة العربية السعودية ثاني أعلى دولة في المنطقة من حيث التوقع بأن تستخدم تقنيات البصمات والتعرف على الوجوه خلف دولة الإمارات بنسبة 49% خلال السنوات الخمس المقبلة. وإلى جانب هذا التطور، تخطط الشركات في المملكة العربية السعودية بنسبة 44% – وهي نسبة تفوق أي دولة أخرى في المنطقة – لاستخدام إنترنت الأشياء (IoT) والأجهزة المتصلة.
في هذا السياق، صرّح السيد محمود مظفّر، العضو المنتدب لشركة G4S في المملكة العربية السعودية، قائلاً: “تأتي نجاحات الحكومة في مكافحة الجرائم الإلكترونية وتوظيف استثمارات ضخمة في مجال التكنولوجيا المتقدمة وتطوير المهارات الرقمية في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، وتساهم هذه الخطوات في تحويل المملكة إلى وجهة استثمارية جذابة للشركات والأعمال.”
وأضاف: “لقد أثبت “تقرير الأمن العالمي” أن المملكة العربية السعودية تُعدّ بيئة مستقرة وجاذبة للشركات الراغبة في النمو والتطور، وذلك نظراً لمستويات أقل من التهديدات الخارجية في العام القادم، مما يميزها عن باقي دول المنطقة.”
واختتم مظفّر تصريحه قائلاً: “على الرغم من هذا الاستقرار، ستظل الشركات بحاجة مستمرة إلى تعزيز مستويات الأمن لحماية أصولها وموظفيها. ولا يقتصر دور التكنولوجيا على تحقيق هذا الهدف فحسب، بل يشير التقرير أيضاً إلى تفوّق المملكة العربية السعودية في استخدام التكنولوجيا كوسيلة للحفاظ على الأمن.”
وقال ميل بروكس، الرئيس التنفيذي الإقليمي لشركة G4S أفريقيا والشرق الأوسط:
“تشهد العديد من البلدان في الشرق الأوسط تحولًا اقتصاديًا مع ابتعاد حكوماتها عن النفط ودفعها لجعل اقتصاديتها من الأكبر في العالم.”
“يسلط هذا التقرير الضوء على افضل ظروف التشغيل للشركات في الشرق الأوسط، حيث تبدو التوقعات الأمنية أفضل من أي مكان آخر مقابل العديد من التدابير.”
Claire Akkaoui
FTI Consulting
e-mail us right here